مرت الاسابيع والشهور وكانت قد تمت خطبة حازم ورهف وكان حازم يشعر بسعادة طاغية معها واصبحت رهف تتحدث معه بإريحية اكبر واقتربت بالفعل منه وبعد مرور ٦ شهور على الخطوبة تم الزفاف وكان فرح رقيق مثل العروسة وكانت شهيرة تحاول أن تعكر صفو رهف ولكن حازم كان يقف لها بالمرصاد دائما فهو قد اغرم برهف بالفعل وصعدت رهف وحازم الي شقتهم ومعهم شروق وعبد الرحمن وشوقية واسماعيل وفور دخول العرسان استمعت لصوت عمها وهو يخبرهم
– بقولكم ايه تسع شهور وعايز اشيل ولي العهد فاهمين نظرت له رهف بتعجب وابتسم حازم وهمس
– أيه ياحاج قلبك ابيض مش كده ليلتك بيضاء يا بويا
كان عبدالرحمن ينظر لأخيه بتعجب هو وزوجته وكذلك شوقية التي احُرجت من كلامه وتحدثت لأبنها
– اقفل ياحبيبي بابك جوازة الهنا والسعد حبيبي وصينية العشاء عندكم في اوضة النوم مجايب الست شروق يالا حبيبي ليلتكم مباركة ليرد حازم ورهف
– الله يبارك في حضرتك
هبط الأربعة الكبار وأغلق حازم الباب عليهم والتفت ينظر لرهف بحب واقترب منها فشعر بخجلها وتوترها فأبتسم وامسك يدها مقبلاً اياها بهدوء
– يالا حبيبتي ادخلي الأوضة غيري هدومك واتوضي علشان نصلي ركعتين لله ماشي لتهز رهف رأسها بخجل
– حاضر عن اذنك ابتسم حازم على كلامها وامسك يدها وهو يبتسم
– طيب استنى اجيب هدومي علشان اغير في الحمام اللي برة
ذهب حازم واخذ ملابسه بالفعل وتوجه للحمام الخارجي ليبدل ثيابه اما رهف فقد اغلقت الباب خلفه وذهبت لتنزع فستان الفرح وبعد مجهود استطاعت انتزاعه ودخلت الي الحمام لتأخذ حماماً إذ ربما يهدئ من روعها وخرجت وهي ترتدي لانجيري بلون البودرة وفوقه اسدال صلاتها ذو اللون السماوي وكانت قد وضعت بعض اللمسات الرقيقة على وجهها وبعد أن انتهت استمعت لطرقات الباب فقامت بالوقوف وذهبت لتفتح له ودخل وهو ينظر لها بحب جارف وقام بفرد سجادة الصلاة ووقف يصلي بها وبعد الانتهاء من الصلاة قام بتلاوة دعاء الزواج وبعدها وقف واوقفها معه ونظر لها بحب واقترب من اذنها هامساً
– انتي حلوة قوي يا رهف…. حبيبتي عايز أسألك سؤال انتي خايفة مني؟ لتهز رهف رأسها بنفي وتهمس
– انا مش خايفة منك اكيد لكن مكسوفة قوي يضحك حازم وهو يحتضنها
– لا ياحبيبي من النهاردة مافيش كسوف في انا وانتي وبس فاهمة انا وانتي حاجة واحدة ياقلبي واقترب حازم وفي لمح البصر كان حازم قد نزع عنها الاسدال ووقف ينظر لها بذهول على جمالها الهادئ وانحني حاملاً اياها وهي تشهق وتضع رآسها في تجويف عنقه حتى وضعها على الفراش ونام بجوارها ورفع جسده على يده وهو ينظر لها بحب واقترب مقبلاً اياها هامساً بأجمل كلمات الحب حتى ذابت بين يديه وبعد وقت كان يأخذها في احضانه بعد أن وسمها بأسمه واصبحت زوجته قولاً وفعلاً وهو يقبل رأسها ويهمس لها
– الف مبروك حبيبتي لترد بخجل
– الله يبارك فيك حبيبي ليهمس في اذنها
– تعبانة يا رهوفي لتضع وجهها في تجويف عنقه وتهمس
– لا بس مجهدة وعايزة انام قوي ليضمها بقوة ويذهب الاثنان في النوم
في الأسفل كان يجلس اسماعيل مع شوقية ومعهم ابنتهم الصغيرة شهيرة التي كانت تغيير من رهف بشكل قوي لجمالها هدوءها وشعورها ان الكل يحبها هي فقط كان والدها يتحدث مع والدتها على ابنه وزوجته والتي هي ابنة عمه
– هو قالك مسافر امتى ياشوقية لترد شوقية بسعادة
– قال بكرة بالليل يا خويا بعد ما أهلها يجوا يباركوا لها لتنتبة شهيرة عليهم فتسأل
– هما مسافرين فين لترد الام
– رايحين شرم يا بنتي لتغتاظ شهيرة بشدة وتقف تنظر لهم
– يعني انا اتحايل عليه ياخدني شرم بقى لي سنة واكتر وهو رايح ياخدها هي تعمل ايه في شرم دي والله ح تفضحه ولا ح تعرف حاجة بتاعة الخضار والفاكهة
لتنظر لها والدتها بذهول على ماقالته وينتفض الاب لينهض من مكانه ويصفعها على وجهها بقوة وهو يصيح بها
– اخرسي ياكلبة دي مرات اخوكي وقبلها بنت عمك اما انك واطية صحيح وقليلة رباية وانا شكلي دلعتك ومحتاج اربيكي من تاني
ليصفعها مرة أخرى صفعة أقوى حتى انها وقعت أرضاً وهي لا تتصور ان يضربها والدها هكذا من اجل تلك الفتاة فهي كانت مدللته لتجري عليها والدتها توقفها وتنظر لزوجها
– خلاص يا اسماعيل خلاص علشان خاطري هي اللي لسانها زالف معلش حبيبي والتفتت تنظر لأبنتها ادخلي اوضتك دلوقتي وليا كلام معاكي بعدين امشي انجري من ادامي
جرت شهيرة الي غرفتها وهي تستشيط غضباً من رهف فهي كانت السبب في أن والدها يضربها لأول مره
مرت الأيام وفي يوم من الايام في المساء عاد حازم ورهف من رحلة شهر العسل الذين سافروا إليها في اليوم الثاني لزفافهم بعد أن اتي اهل رهف للمباركة لهم وكانوا قد امضوا اسبوعان في غاية الروعة تفنن حازم فيهم أن يظهر حبه لرهف وجعلها تشعر معه بالسعادة فأستمتعوا سوياً وعادوا بعدها الي بيتهم واستقبلهم اسماعيل وشوقية وكذلك رأفت وزوجته صفاء وكذلك شهيرة قابلهم الجميع بحب وود ماعدا شهيرة التي احتضنت أخيها وقبلته وقامت بالسلام على رهف بتكبر ولكن لم تعطي لها رهف اهتمام وكان حازم ورهف يقصان ماحدث في رحلتهم وكيف استمتعوا وعن المواقف التي حدثت معهم فكان الكل يضحك حتى نظرت شهيرة لهم بسخرية
– طبعا يابني لازم تتحرج واحدة خارجة من وسط الخضار والفاكهة تتعامل ازاي في جو زي ده
كانت تضحك والكل ينظر لها بذهول وترقرقت الدموع بأعين رهف ونظر حازم لأخته بغضب وصاح بها
– اخر مرة تسمحي لنفسك تتكلمي بالطريقة دي مع رهف يا شهيرة والا قسماً بالله لو اتكررت تاني ح يكون رد فعلي معاكي عمرك ماتتخيليه اتفضلي اعتذري فورا لها وصرخ ياااااالا
نظرت شهيرة للكل فوجدت ابوها واخوها وجههم لا يبشر بالخير فأبتلعت ريقها واغتصبت ابتسامة ونظرت لرهف
– انتي زعلتي مني يارهف انا بهزر معاكي وعموما انا اسفة ياستي حقك عليا لتنظر لها رهف وهي تحاول الابتسام
– ماشي يا شهيرة محصلش حاجة ووقفت ونظرت للجميع ثم نظرت لزوجها معلش يا حازم ممكن نطلع انا تعبانة من السفر والوقت اتأخر وبكرة عايزة اروح لماما وبابا التفت لها حازم وامسك يدها ونظر لهم
– طيب ياحلوين نسيبكم احنا ونشوفكم بكره لما نصحى قبل مانروح لعمي عبدالرحمن تصبحوا على خير ليردوا جميعاً
– وانتم من اهل الخير ياولاد
صعد حازم ومعه رهف للأعلى ودخلوا غرفتهم فسقطت دمعة من رهف مسحتها سريعاً ولكن لاحظها حازم فأحتضنها من الخلف وقبل رقبتها بحب وهمس
– مش عايزك تزعلي من كلام شهيرة هي كده بت دبش وبتحدف طوب نظرت له رهف
– انا معرفش ياحازم هي تكرهني ليه وعلى فكرة ده من زمان مش من قريب مع اني بتعامل معاها كويس جدا ادارها حازم وجعلها في مواجهته
– هي كده مع الكل مش معاكي بس دي ياعيني بتخبط في صفاء وكل شوية رأفت يتخانق معاها وهى طبعها زفت بلاش تدقي على كلامها ياقلبي ماشي لتهز رهف رأسها بالموافقة
– حاضر حبيبي ابتسم حازم ونظر لها بعيون لامعه وصوت أجش
– يالا بقي نغير هدومنا احسن انتي واحشاني موت لتجري رهف من أمامه وهي تضحك
– حرام عليك يازوما هو انت مش بتشبع خالص ليضحك حازم بقوة
– معقول حد يشبع من العسل والشهد ليسحبها الي احضانه ويمضون ليلة من لياليهم الجميلة
اما بالأسفل فوقف رأفت ونظر لأخته بغضب مستعر
– انا مش عارف امتى ح تبطلي حقدك وغلك اللي جواك ده صدقيني ياشهيرة محدش ح يخسر غيرك وخلي بالك حازم غيري انا نفسي طويل لكن حازم لا يعني مرة ولا مرتين تعملي حاجة مش على هواه وتوجعي مراته محدش ح يعرف يحوش عنك لينظر اسماعيل لها
– سبق اتكلمت معاها ومديت ايدي عليها وهي مافيش فايدة لسانها زالف خليها بقى لما يمسكها اخوها يفرمها ومحدش ح يسئل فيها تنفلق قوم يابني يالا خد مراتك وبناتك واطلعوا ارتاحوا وبكرة نفطر كلنا سوا قبل مايتحركوا لعمك عبد الرحمن
صعد رأفت وزوجته وبناته للأعلى ودخلت شهيرة لغرفتها وهي لا زالت لم تعترف انها مخطئة في كل ماتفعله
مر شهران ونصف وبدء اسماعيل كلما رأي رهف وحازم يسألهم عن الحمل هل حدث وعندما ينفون يغضب ويسود وجهه وهو ينفخ وينهض ويتركهم وكانت شهيرة تظهر عليها ملامح السعادة اما رهف فكانت تغضب ولكن لا تتحدث واكمل زواجهم ست أشهر وكانت رهف عندما تكون في شقتها مع حازم يكونوا في قمة السعادة ولكن عندما يهبطون الي شقة عمها ينالها كلام عمها الذي يسم البدن وهمسات شهيرة لها وتعاملها معها بقسوة وزوجها وعمها غير موجودين وكانت تحاول أن تتجنب الاحتكاك بها فهي صبورة ولكن ليست ضعيفة الشخصية وفي يوم وهي بالأسفل وكعادة عمها قام بسؤالها هل هناك اخبار فنظرت له وهي تحاول الابتسام
– ياعمي احنا معداش علينا سنة ده احنا كل ده ست شهور بس حضرتك مستعجل قوي ان شاء الله يحصل قريب اكيد انا بتمنى يكون عندي اولاد من حازم لينظر لها عمها
– لا كده كتير لازم تروحي تكشفي مش يمكن فيكي حاجة ونلحق نعالجها اتفضلي خدي مرات عمك وروحي للدكتورة تشوفك انا عايز اشوف حفيدي فاهمة
شعرت رهف بالانكسار من كلام عمها وصمت زوجها الذي نظر بعيدا عنها ولم ينطق ليدافع عنها فوقفت بقوة ونظرت لعمها بغضب
– ماشي ياعمي حاضر تحت امرك بس احب أبلغكم بحاجة انا ح اروح للدكتورة مع طنط ولو طلع عندي عيب ح اطلع على بيت ابويا وننهي المهزلة دي انا مش ح اعيش تحت الضغط ده عن اذنكم انا تعبانة وطلعة انام
تركتهم وصعدت دون النظر لزوجها الذي وضع وجهه أرضاً ولم يعرف ماذا يفعل لتقوم شهيرة بالاصطياد في المياة العكرة
– والله تلاقيها أرض بور ولا ح تنفع تشيل عيل ولا تيل وعمله فيها بس انها محصلتش وكمان بتهدد بدل ماتحط رأسها في الارض ليصرخ بها اخاها
– اخرسي بقى انتي شيطان قاعد وسطينا عماله تكلمي وتسخني بابا عليها ربنا ياشيخه ينتقم منك
تركهم حازم وصعد خلف زوجته ونظرت شهيرة الي والدها وهي تمثل دور الضحية
– شايف يابابا بيتكلم معايا ازاي ده انا بدافع عنه يعمل معايا كده لينظر لها والدها
– سيبيه بكره نشوف الدكتوره ح تقول ايه وانتي ياشوقية تدخلي معاها وتسمعي كل كلمة بتقولها الدكتورة لتنظر له شوقية بحزن على ماقاله
– حاضر ياحاج
في الأعلى حاول حازم ان يتحدث مع رهف ولكنها ابتعدت عنه وانصرفت الي غرفة الأطفال واغلقت الباب خلفها بالمفتاح دون التحدث معه وفي الصباح استيقظت وقامت بتحضير الإفطار له وتحضير ملابسه وايقظته عن طريق الهاتف وفور ان رد عليها اغلقت الهاتف ودخلت الغرفة مغلقة خلفها الباب مرة أخرى لينهض حازم من الفراش ويبحث عنها ويرى مافعلته فعلم انها لازالت غاضبة منه وهي لديها كل الحق في ذلك فأرتدي ملابسه ولم يتناول افطاره فهو لم يتعود ان يفطر وحده فهي دائما ما تجلس بجواره وتطعمه بيدها وخرج من الشقة مغلقاً الباب خلفه لتخرج من الغرفة وتجد افطاره كما هو فتدمع عيناها ولكن هو من فعل بنفسه ذلك عندما لم يدافع عنها قامت بترتيب كل شئ وارتدت ملابسها واتصلت بزوجة عمها حتى تقابلها بالأسفل وبالفعل ذهبوا الاثنان الي الطبيبة وقامت الطبيبة بعمل اللازم وبعدها عادوا للمنزل وقبل ان تصعد رهف الي منزلها وجدت عمها يقف على الباب وبجواره شهيرة وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة ونظر لهم
– أيه الأخبار الدكتورة قالت لكم ايه في حمل ولا عندها عيب ولا ايه اللي مأخر الحمل كده لتنظر له رهف وعيناها تدمع بحزن لتدفعها شوقية للأعلى وهي تتحدث
– اطلعي يابنتي ارتاحي انتي تعبتي وانا ح احكي لعمك كل حاجة ليصيح اسماعيل
– لا ادخلوا جوه واسمع منكم
لتدخل رهف بعد أن مسحت دمعتها قبل أن يراها احد وجلست هي وشوقيه ليصرخ هو
– واحدة فيكم تنطق لتقف رهف بقوة
– بص ياعمي ياللي المفروض تبقى في مقام ابويا انا روحت وكشفت وعملت كل حاجة ممكن تتعمل تحاليل واشعة وكل حاجة مع طنط رغم اعتراض الدكتورة واحب اطمنك ياعمي ياللي في مقام ابويا انا صاغ سليم وعندك الأشعة والتحاليل لو مش مصدق حضرتك خدهم وديهم لأي دكتور اي أوامر تانية ولا ممكن اطلع شقتي ولا في كلام تاني حضرتك او الست شهيرة تحبوا تكلموا فيه لترد شهيرة بسخرية
– وانا مالي ياختي سليمة ولا معيوبة مايخصنيش حكم وقبل ان ترد رهف ينظر لها عمها
– طيب وتأخير الحمل ده من ايه لتصرخ رهف
– ربنا لسه ما أردش انا عملت اللي عليا وحضرتك تقدر تسئل طنط الدكتورة كانت بتستهزء بينا علشان رايحين نعمل كل ده واحنا ما كملناش سنة جواز عن اذن حضرتك انا تعبانة وطالعة انام لتلتف وتجد حازم أمامها فنظرت له بغضب وتحركت من جواره وهو يهمس بأسمها ولكنها انصرفت سريعاً للأعلى فنظر لوالده
– اطمنت ياحاج ارتحت لما عرفت انها سليمة اتبسط لما نكدت عليا حياتي ليصيح به ابيه
– ارتحت ايه ونيلت ايه بقولك ايه قبل السنة مراتك لازم تبقي حامل والا قسماً بالله اكون مجوزك غيرها فاهم لينظر له ولده بذهول ويتركهم وينصرف صاعدا لزوجته يجدها في المطبخ تحضر الطعام فأحتضنها من الخلف لتستدير وتدفعه عنها ويجد وجهها غارق بالدموع وتصرخ به
– ابعد عني فاهم ابعد مش عايزة لمستك دي يا حازم ياخسارة حبي ليك انتم ايه يا اخي مافيش في قلوبكم احساس امبارح سايب ابوك يعمل اللي عمله وانت كأنك مش موجود ولا كأني اهمك تمام اديني عملت لكم اللي عايزينه ممكن بقى تسيبني لوحدي
ليحاول حازم الاقتراب منها حتى يحتوي غضبها وانفعالها وعيونه تترقرق بالدموع من أجلها ويهمس بحزن
– انا اسف حقك عليا ياقلبي حقك عليا على كل اللي حصل انتي عارفة ابويا مهوس وعايز الولد واديكي بتشوفي بيبهدل صفاء ورأفت ازاي لتنظر له رهف
– بس انا مش صفاء يا حازم انتم بتدوسوا على صفاء علشان أهلها اتوفوا ياحرام ورأفت بيقدر يحتويها ويخليها تتحمل مع ان بغباءكم العيب في ابنكم مش فيها يامتعلمين الراجل هو اللي بيدي النوع مش الست ماعلينا انا رهف بنت عبدالرحمن فاهم ده انا بنت اخوه امال لو كنت غريبة كان عمل ايه يحتضنها حازم لتنهار دموعها بقوة ويظل يهددها حتى يحملها بين يديه ويدخل بها غرفتهم ويضعها في الفراش وهي لا زالت في احضانه يربت على شعرها ويقبل رأسها وهو يهمس بكلمات الاعتذار حتى ذهب الاثنان في النوم وهم لا يعرفون ماذا يخبئه القدر لهم
خبئت رهف كل ماحدث عن أهلها وكلما سألوها عن أخبارها تجيب دائما انها بخير وانها و حازم متفاهمين في عون لها دائما بالخير والسعادة فهي لم ترغب ان تحزنهم وهي تشعر انها الي الان كفيلة بكل ماحدث خاصة بمحاولة حازم احتواءها وابتعدت قليلاً عن النزول الي الأسفل فبعد ان كانت تنزل يوميا أصبحت تهبط يوماَ واحداً في الأسبوع اما شوقية فتصعد لها دائما وكذلك صفاء ومضى الحال ورغم انها لاحظت نظرات شوقية لها وكأنها ترغب ان تخبرها شيئاً ولكن لا تستطيع فتركتها حتى تتحدث بمفردها
حتى مر علي زواجهم مايقرب من العام وفي يوم أبلغت زوجها انها سوف تخرج لشراء بعض الأشياء فقد كانت ترغب في شراء هدية لعيد زواجهم الذي اقترب فسمح لها بالنزول وكان في تلك الفترة رغم اقترابه الشديد منها واحتواءه لها دائما في احضانه الا انها كانت تشعر بشروده عنها أحياناً ولكنه يتعلل بمشاكل في العمل ونزلت رهف الي الشارع وفي الطريق راءت بعض الجيران ينظرون لها وكانت تشعر في نظرات عيونهم لها بالشفقة وكانت تتعجب كما يحدث حتى دخلت محل ولم تلاحظ السيدتان انها تقف خلفهم وتصوروا انها انصرفت وتحدثت واحدة منهم
– شفتي البت رهف زي القمر جمال وأخلاق وادب نسمة وحماها اللي هو عمها اصلاً الواطي داير يقول في البلد انها ارض بور بيدور لأبنه على عروسة تصوري لتصعق رهف ولم تنتظر انصرفت سريعا وهي تكبت دموعها حتى لا تنهار أمام الجميع وعادت لمنزلها سريعاً وصعدت للأعلى وفور ان اغلقت الباب خلفها اخذت تحطم ماتطوله يدها وهي تصرخ
– انا تعمل فيا كده يا حازم ماهو اكيد مش ح يعمل كده وانت ماتعرفش بحق كل لحظة حبيتك فيها واستحملت كلام سخيف لتكون النهاية مميته ليك يابن عمي وبعد أن أخرجت مافي جعبتها وحطمت اشياء كثيرة دخلت الي الحمام وقامت بغسل وجهها وخرجت لتجلس في انتظار زوجها الذي قرب ميعاده واستمعت للمفتاح وهو يضعه بالباب ويدخل ينادي عليها كالعادة
– رهوفي حبيبتي ليصعق مما شاهد كم الأشياء الملقاه أرضاً وهي مكسورة فجري على رهف وجلس أمامها وامسك يدها وهو يهمس بقلق انتي كويسة يارهف حصل ايه حبيبتي ايه اللي بهدل الدنيا كده لتنظر له رهف ببرود
– انا فعلا حبيبتك ياحازم ليتعجب حازم وينظر لها
– طبعا حبيبتي وروح قلبي ونور عيني لتنظر له وتقف من مكانها
– حبيبتك ااااااااه طيب جميل ياترى عارف ان ابوك اللي هو عمي اللي المفروض يكون مقام والدي بيدور لك على عروسة ليرتبك حازم ويقف أمامها ولا يستطيع أن ينظر لها فعرفت انه يعلم فأكملت ردك وصل يابن عمي عن اذنك
لتدخل غرفتها وتغلق خلفها الباب بقوة حتى شعر ان الحوائط ارتجت من شدة الخبطة وشعر ان حياته معها على وشك ان تنتهي فهبط سريعاً للأسفل ليعرف من الذي جرئ وابلغها ودخل الي شقة والده وكان الكل مجتمع بها فصرخ بهم
– مين فيكم قال لـ رهف على كلام بابا وانه بيدور لي على عروسة لينتفض اخوه ينظر له بذهول هو وصفاء ويصرخ به
– انت اتجننت انت بتقول ايه عايز تتجوز على رهف يا حازم ليصرخ به حازم
– مش انا يارأفت ده ابوك اللي مش عايز يرحمني وعمال يضغط عليا كل شوية
كانت رهف قد أخذت حقيبتها وقررت الذهاب إلى بيت أهلها ومرت عليهم بالأسفل لتستمع لما يقوله حازم فدخلت ووقفت امامه
– وانت استسلمت طبعا ووافقته ياخسارة يا حازم كنت فاكرة اني في امان معاك ياخسارة حبي ليك يابن عمي عموما يا حاج اسماعيل انا ليا اب يتكلم وياخد حقي طالما جوزي اللي متجوزاه ماعرفش ولا مره ياخد حقي ليصرخ حازم بها
– اطلعي شقتك يارهف بلاش هبل لترد عليه بقوة
– مش طالعة ياحازم وليا اهل ياخدوا حقي منكم سوا انت ولا والدك صرخ بها حازم وهو يمسك يدها بقوة
– اطلعي على فوق يارهف وماتخليش عفاريتي تطلع عليكي دلوقتي لتنظر له رهف
– اسفة ولو انت فاكر اني ضعيفة تبقى غلطان يا حازم ايش حال اني سليمة امال لو كان عندي حاجة كنتم عملتم ايه فيا وبعدين بدل ماتروح تدور له على عروسة وانت عارف ومتاكد اني سليمة كنت قوله يكشف مش يمكن هو اللي تعبان
ليصعق حازم من قولها ويرفع يده ليصفعها بقوة ليقف الجميع بذهول ويصعق حازم مما فعل وهو يراها أمامه تنظر له بذهول وهي تضع يدها على وجنتها وحاول حازم ان يقترب منها ليعتذر لها فدفعته بيدها بقوة وخرجت تجري للخارج ليقع حازم أرضاً ويصرخ به اخوه
– انت قاعد قوم وراها ياغبي حاول تجيبها وتهديها نظر له حازم ودموعه تتساقط
– خلاص يا رأفت خلاص رهف استحاله ترجع لي لو على موتها هي قالت لي مره لو فكرت تهني او تجرحني أدام اي حد او حتى بيني وبينك ح تبقى انتهيت من حياتي وانا مش بس جرحتها انا ضربتها ادامكم ونظر لأبيه اتمنى تكون مبسوط ياحاج دمرت حياتي وسعادتي موتني بالحياة لينظر له ابوه وهو يكابر
– أيه…. حصل ايه لكل ده؟ في رجالة كتير ممكن تفقد اعصابها وتضرب مراتتها شوية زعل وح يروحوا لتنظر له شوقية بوجع ودموعها تتساقط
– خلاص ياحاج ياخسارة جنيت على ابنك بايدك اخوك عمره ما ح يعديها لما يسمع ان اخوه وبنته دايرين في البلد يقولوا ان مرات حازم ارض بور وبيدوروا على عروسة ليه ليقف حازم وهو ينظر لأبيه بذهول
– وصلت لكده وصلت انك تقول عليها ارض بور و انت عارف ومتاكد انها سليمة ليصرخ به
– ولما هي سليمة ما حملتش ليه ليصرخ به ابنه
– مافكرتش اني ممكن اكون انا اللي معيوب مافكرتش اني ممكن اكون السبب الله يسامحك ياحاج الله يسامحك اما انتي مش عارف اقولك ايه بس بكره ربنا ينتقم منك وياخد حقها منك يازبالة صرخ والده به
– اوع تقول كده انت ابني استحالة تكون فيك حاجة هي السبب.. اه هي اكيد السبب ليتركه ابنه ويصعد لشقته يبكي حبيبته وتحركت شوقية لغرفتها اما رأفت فأخذ زوجته وبناته وحاول ان يلحق بأبنة عمه وتحركت شهيرة لغرفتها وهي تشعر بسعادة لأهانة رهف بتلك الطريقة
كانت شهيرة في غرفتها تتحدث في الهاتف مع ذلك الشاب الذي تعرفه وهو يخبرها بتعبه ومرضه وعدم قدرته حتى للنهوض من الفراش وانه وحيد يوجد معه فقط مديرة المنزل اما والده ووالدته فهم مسافرون وكانت شهيرة متعلقه به كثيرا وتحبه فهو وسيم وجان وابن رجل أعمال معروف من الأثرياء وطلب منها ان تأتي له ليراها فالطبيب لم يسمح له بالخروج واخبرها كثيرا انه مفتقدها والكثير من الكلام الذي جعلها تذوب فأخبرته انها ستحاول الحضور له وسوف تبلغه قبلها واغلقت الهاتف ليضع هاتفه بجواره ويبتسم بخبث وينظر لصديقة
– قلت لك ح اجبها تحت رجلي وماصدقتش واهي مش ح تبقى تحت رجلي بس ويضحك بقوة بت مغرورة فاكرة نفسها حاجة انا بقى ح اعرفها مين هو شريف عز الدين ليرد صديقه
– تفتكر ح تيجي يا شريف ليضحك بصوت عالي
– يابني عيب عليك ح تيجي وح اعلم عليها ليضحك صديقه
– حلو يا شيرو عايزين نتفرج يبتسم شريف
– مش من اول مرة ياض علشان ح تبقي مش ظريفة مرة تانية بقى بس اوعدك اقولك امتى وتيجي تتفرج عليها وهي خارجة من هنا بس حسك عينك حد يعرف غيرك انسفك
ويضحك الاثنان على تفكيرهم الشيطاني ولكن هل شهيرة ستسطيع الدفاع عن نفسها ام ستقع في ذلك الشرك برغبتها
يتبع